الثلاثاء، فبراير ٢٠، ٢٠٠٧

***( رغيف العيش ولا رغيف الموت .. وعمار يا مصر عمار )***




موضوعي المرة دي عن رغيف العيش

رغيف العيش إللي المفروض إنه يكون سبب في حياة بني آدم، مش البني
آدام بس .. ده حتي الفراخ رغيف العيش ده ممكن يكون سبب في حياتها .. تخيلوا بقي لو كان رغيف العيش ده سبب في موتك .. آه والله سبب في موتك مش انت بس لا ده ناس كمان معاك

ده إللي حصل في دير الجنادلة في أسيوط بالصعيد المصري، لما فلاح مات واصيب معاه 8 كمان عشان رغيف العيش، لدرجة إن الموضوع وصل لضرب النار
إيه الحكاية يا جماعة .. الحكاية إن واحد من شعبنا المسكين صاحي الصبح جعان وعاوز يشتريلة كام رغيف عيش يفطر بيهم هو وعيالة قبل ما يروح على شغلة، لحد كده عادي فيه من النموذج ده كتير، كل الشعب كده،

صاحبنا مستعجل عاوز يشتري العيش عشان يلحق يفطر وراح على فرن العيش واحد كمان مستعجل وعاوز يشتري العيش، كلمة من ده وكلمة من ده اتخانقوا مع بعض، مافيش شوية واتحول الكلام لصوت رصاص بين العيلتين


حرب طاحنة بين أفراد من أسرتي عمار والبواسط بقرية دير الجنادلة .. طبعاً الشرطة لما وصلها الخبر فرحوا .. مهو زباين على الصبح .. راحت قوات الشرطة لموقع الحادث وحاولوا يهدوا الجو شوية .. بس بعد إية .. بعد ما مات قنديل محمد حسن وإصيب 8 كمان من العيلتين بإصابات مختلفة

وبدل ما رغيف العيش يكون سبب في حياة إنسان كان سبب في موتة وجرح ناس تانية ... ولسة ياما هنشوف في مصر طول ما فيه فساد

ا
وعمااااااااااار يا مصر


ومن فترة كان فى أسيوط شكاوي كتير كانت بتنذر بوقوع كارثة ممكن توصل إن يكون فيه إلى ثورة جياع، وأجهزة الأمن الموقرة رصدت ما لا يقل عن 300 مشاجرة يوميا قدام مخابز العيش ومنافذ التوزيع

لا والأدهي والأمر إن فيه ظاهرة جديدة بدأت تطفو على السطح فى أسيوط وهى ظاهرة تجارة العيش فى السوق السوداء .. حتي العيش مسلمش منهم .. تلاقي ما يقرب من 150 من الأطفال بيروحوا على المخابز ويقفوا فى طوابير العيش عشان يشتروة لصالح بعض المعلمين اللي بيأجروهم مقابل إثنين جنية لكل واحد منهم يومياً

بيزاحموا الناس ويشتري كل واحد منهم 5 أرغفة من كل مخبز لأن ده طبعاً هو العدد المسموح بيه بس فى الطابور السريع، وإللي عاوز أكتر من الخمس أرغفة ياخد أجازة من شغلة ويستنالوا كام ساعة عشان يزود على الخمس أرغفة


طبعاً الأطفال دول بيتنقلوا بين المخابز ومن كل مخبز 5 أرغفة وبعد كده يسلموها للمعلم الكبير اللى بيجمع كميات العيش اللى جمعها الأطفال البؤساء ويرجع يبيعها تاني بسعر أغلي من سعر الفرن، بيبيع الثمانية أرغفة بخمسين قرش، مع إن في الفرن العشرة أرغفة بخمسين قرش، طبعاً إللي فشل فى معركة الفرن الأولي وطابور العيش بيضطر يشتري من السوق السودة ويريح دماغة

ده ناهيك عن لعبة الدقيق المدعوم بتاع المخابز وده على مستوي مصر كلها ومعروفة جداً .. ودي بقي لعبة الكبار أصحاب الأفران إللي بيبيعوا أكثر من 70% من حصة المخبز من الدقيق إللي هو حق الشعب والناس الغلابة .. بيبيعوه طبعاً في السوق السودة لأصحاب محلات الحلويات عشان يعملوا بيه جاتوة وكيك للمرفهين طبعاً على حساب المواطن الغلبان وإللي بيدبر ثمن رغيب العيش بالعافية عشان يأكل عيالة الجعانة

عشان كده تلاقي كتير من أعضاء مجلس الشعب بيقدموا على تصريح إنشاء مخابز بأسماء أقاربهم وحبايبهم وإللي طبعاً عملوا معاهم عقود عرفية – مش بتاعة الجواز – ده طبعاً عشان النسبة .. وبالتأكيد الحلوين بتوع مباحث التموين ميقدروش يقربولهم عشان الناس الكبار، وحتي لو قربوا .. أحلي قفص عيش مدوم ومفرود الواحد منهم قد 10 أرغفة من بتوع الغلبانين وتحت العيش إللي فيه النصيب ... "ظرف فلوس"

أكيد كلنا عارفين الكلام ده .. وبنشوفة كل يوم .. وإللي ربنا رازقه ومرتاح في عيشتة بيشتري العيش الأبيض أبو ربع جنية، وإللي طبعاً معمول بدقيق متباع في السوق السوداء من حصة المخابز

كان الأول بيخلطوا دقيق القمح مع دقيق الذرة في أشولة واحده، ده كان بيقلل شوية من بيع الدقيق في السوق السودة، لكن دلوقتي بقوا يوزعوا كل نوع دقيق في شوال لوحده يعني القمح في شوال والذرة في شوال ... يعني بدل ما يصعبوا عليهم المتاجر في قوت الشعب سهلولهم على الآخر ... وعجبي

طبعاً الحكومة مالهاش دخل بده كله .. خلوا الشعب يتلهي على عينة .. عشان لا يقولي تغيرات دستورية .. ولا أمسك الحرامية .. دي سياسة الحكومة، تلهي الناس بلقمة العيش والكبار يسرقوا براحتهم



وعماااااااااااااااااار يا مصر عماااااااااااااااار


هاني ضوَّه



الجمعة، فبراير ١٦، ٢٠٠٧

***( يا تري إحنا لسة بنحب مصر ؟!!! )***


من كام يوم كنت بتمشي في النت لقيت واحد بيسأل وبيقول: يا ترى إحنا لسة بنحب مصر ؟؟؟!!!


قبل ما تندفع وتقول طبعاً دى مصر هى أمى ونيلها هو دمى وتكلمنى عن شهامة ولاد البلد وأخلاق بنت البلد وبنات وسط البلد .. خلينا نتكلم بواقعية شوية يا ترى يا جماعة مصر بتمثل لكل شاب فينا إيه .. يا ترى ذكرياتك الحلوة فيها أكتر ولا الوحشة ؟؟؟


مصر بلدنا اللى اتحولت الحياة فيها لمعاناة مستمرة من أول ما تفتح عينيك الصبح لحد ما تغمضها باليل .. تنزل الصبح من البيت ويبدأ الصراع .. صراع مع سواق الميكروباص وصراع مع ركاب الميكروباص .. صراع مع زميلك فى الشغل وصراع مع ظابط المرور ومع سواق التاكسى ومع موظفين الحكومة ومع الناس اللى فى الشارع .. سيبك طبعاً من صراع غض البصر اللى غالباً بتخسر فيه لأنك ممكن تخبط فى عامود نور وأنت ماشى عشان مبقاش ينفع تبص غير فى الأرض ...


مصر اللى مبقاش فيها حاجة صح لا تعليم ولا صحة ولا إسكان ولا أخلاق .. مصر اللى الشرطة فيها بتقهرنا وأصحاب رأس المال بيستعبدونا وأسألوا إللي شغاليين في القطاع الخاص .. مصر اللى شعبها من كتر الهم والجوع اتكونت عنده عقد نقص وكراهية ضد الأخرين .. مصر اللى كتر فيها الإجرام وبدل شهامة ولاد البلد .. بقى تحرش الولاد بالبنات فى وسط البلد .. مصر اللى تخاف على بنتك ومراتك وأختك يمشوا لوحدهم فى الشارع خايف عليهم من 1000 خطر .. تحرش وسرقة وإغتصاب وسفاح المعادى ورخامة أمناء الشرطة وغلاسة ولاد البلد .


شايفين بلادنا بقيت عاملة إزاى يا جماعة ؟؟؟!!!


محدش يفهم إنى عايز أقول إنى بكره بلادى أو بحرض على كراهيتها .. أبداً والله أنا بفضفض عشان أنا نفسي مبقيتش فاهم .. شايفين كل البلاوى اللى فى مصر دى ؟!!!

بس برغم كدة حد فينا حاسس إنه بيكره مصر ؟!!!

بردو لأ ..


طيب مصر دى إيه حكايتها ؟!!!


أنا حاسس الإحساس ده وعارف انكو كلكوا حاسين نفس الإحساس .. كل ما أحاول أكرهها ميهونش عليا أقولها .. كل ما أفكر إنى أهاجر وأطفش منها قلبى مايطاوعنيش إنى أتخيل حتى مع ذلك متوقع إن ده ممكن يحصل في يوم لو استمر الحال على كده .. كل ما أتخانق مع سواق ميكروباص .. اقابل راجل طيب مبتسم قاعد جمبى فلا أملك إلا الإبتسام .. كل ما أتقزز من أفعال الشرطة ومن التعامل معاهم .. أقع فى ظابط ابن ناس أوى ومحترم وألاقيه بيعامل الناس كويس وبكل إحترام .. كل ما أفتكر مشاكل سواقين التاكسى أركب مع سواق تانى راجل بركة يدعيلى ويطبطب عليا .. كل ما أتخنق من البنات الكاسيات العاريات أقابل بنت محترمة جداً ومتدينة وعلى خلق أوى .. أقول الحمد لله الدنيا بردو بخير .. كل أما أشوف العراق واللى بيحصل فيها وأتخيل إن ده ممكن يحصل لمصر أحس بألف شوكة فى قلبى وأحس إن الدم بيغلى فى عروقى وعايز أقف على حدودها وأموت ألف مرة دفاعاً عن بلادى .....


يا جماعة أنا بجد مش فاهم .. يا ترى جيلنا ده بيحب مصر ولا لأ ؟!!!

واحد يرد عليا يفهمنى هو أنا لوحدى إللى متعذب فى حب وكراهية البلد دى ولا ده إحساس جيلنا كله ؟!!! تعالو نواجه نفسنا ونجاوب عالسؤال ده: يا ترى إحنا لسة بنحب مصر ؟!!!

ولا إنتمائنا بس في الكورة ؟!!!